dimanche 1 février 2015

حظك غدا‎


حظك غدا‎ 

يعتاد القادة و الرؤساء زيارة العرافين ... لا أعلم تحديدا ما إذا كان ذلك فضولا أو جهلا أو خوفا و لكني متيقنة من صحة توقعات كرة الحظ التي تقول لهم بعد هذا الإهداء : إلى الطغاة العرب : إن كنتم تعتقدون 
أنكم فزتم على شعوبكم فإنه يسرني إخباركم بأنه مجرد إعتقاد 
       

إحذروا البراكين الخامدة ! ستدوسكم أقدام من غربتموه في وطنه ! هنيئا ، فستدخل أسماءكم التاريخ ! نعم ، ستدخل التاريخ فتحدث فيه مغصا و تلقى في مزبلة الأطياف المتشردة التي حلمت بصنع المجد في مدن الضباب و جعلت الناس تعيش في سراب و تتجرع من كأس العذاب ! لا تجزعوا ، فلن ينساكم أحد ! ستتذكركم كل نفس حاقدة ، كل نفس فاشلة ، كل نفس عاطلة ، كل نفس حائرة ، كل نفس ضائعة ، ...أبشروا ، فخزائن أموالكم ملآنة و لكن ليست هي وحدها الملآنة بل بنوك أعمالكم أيضا ملآنة بسجلات أبشع الجرائم التي تدعي قوانينكم المنافقة منعها ! أبشروا فسيتم توسيمكم و سيعتذر موسموكم عن النقص في أوسمة العار التي تستحقونها ! سيعلن كبير الشياطين عجزه أمام إبداعاتكم و سينصبكم أباطرة في ممالك الظلام ! لن يجد من هو أجدر منكم في المحافظة على سنن الأبالسة ! لا تتعجبوا فأنتم تستحقون الأفضل فمن غيركم بذلوا أعمارهم خدمة لشعوبهم ! نعم ، تستحقون الأفضل ! تستحقون أفضل الشتائم ! لا تقلقوا فكل المدحيات التي صيغت بإشراف أسلحتكم ستنقلب هجائيات في زمن النور ! و إن كنتم تتسائلون عن متى يأتي زمن النور فإن ذلك سيكون بمجرد إنقشاعكم ! إطمئنوا فلن تندموا إذ لا يندم سوى الراشدون ! ستشربون نخب فشلكم ! كان ليكون نخب إنتصار لو أجمع العاقلون على أن تدمير العباد و نشر الفساد في البلاد مشيمة . ستشعر نساء المستقبل بالفخر و الثقة بمجرد قراءة بطولاتكم بعد أن صارت سمة " ناقصات عقلا و دين " ميسما يفتخرن به أمام من لم يملكوا أيّا منهما ! ستصفق شعوبكم بحرارة و لكن ليس لكم بل لمن إستطاع التغلب عليكم ! ستسقط صوركم التي لطالما زينت معابد الجهل ! لا تقلقوا فلن تطالبوا قط بمحاسبة ضمائركم فلا يحاسب المرء إلا على ما ملك ! إطمئنوا ستنعمون بالراحة و أنتم نائمون إذ لا يعاني أصحاب الرؤوس الجوفاء   الأرق ! ستحتار الشعوب في تلقيبكم فلستم بالمجرمين كما لستم بالجزارين فعادة ما يكتفي المجرم بقتل نفس أو العشرات منها و لكنه لا يهلك شعوبا بأكملها و عادة ما يذبح الجزار البعير لا غير ! هذا ماهو متعارف عليه أما أولئك الحمير الذين يقتلون الملايين من غير البعير فلا أحد يعلم إلى أيّ جنس شرير ينتمون ! لا تخافوا فلن يطالكم سوء ما دمتم تنفذون ما يملى عليكم بدقة الأعمى الذي يتحسس الأشياء دون رؤيتها ! أبشروا فلن تموتوا إذ لا تموت الجثث  

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire